
زلزال أفغانستان الأخير والحاجة الملحة إلى حلول سريعة للإسكان
يشارك
سلّط الزلزال المدمر الذي ضرب أفغانستان مؤخرًا الضوء مجددًا على هشاشة المستوطنات البشرية في المناطق المعرضة للكوارث. فقد دُمّرت مجتمعات بأكملها، وفقدت آلاف العائلات منازلها بين عشية وضحاها. في مثل هذه الأوقات، لا تقتصر جهود الإغاثة على توفير الغذاء والماء والمساعدات الطبية فحسب، بل تشمل أيضًا استعادة إحدى أهم الاحتياجات الإنسانية الأساسية: المأوى الآمن.
رغم موثوقية أساليب إعادة الإعمار التقليدية على المدى الطويل، إلا أنها غالبًا ما تكون بطيئة وتتطلب جهدًا بشريًا مكثفًا، وتعتمد بشكل كبير على توافر المواد والعمالة الماهرة - وهي موارد عادةً ما تكون نادرة في سيناريوهات ما بعد الكوارث. ويمكن أن يؤدي التأخير في توفير المساكن إلى إطالة أمد المعاناة الإنسانية، وزيادة التعرض للطقس القاسي، وإرهاق قدرات منظمات الإغاثة.
وهنا يأتي دور حاويات السكن كحلٍّ حيوي. صُممت هذه الحاويات في الأصل لتكون سهلة الحركة ومتينة، ويمكن نشرها بسرعة في مناطق الكوارث، وتجميعها في غضون أيام بدلًا من أشهر. تصميمها المعياري يُتيح سهولة نقلها بالشاحنات أو السفن، مما يجعلها مناسبة حتى للمناطق النائية ذات البنية التحتية المحدودة.
علاوة على السرعة، تتميز منازل الحاويات بالقوة والمرونة . فهي مصنوعة من هياكل فولاذية وألواح معزولة، وتوفر حماية من الرياح والأمطار ودرجات الحرارة القصوى - التي غالبًا ما تتفاقم في أعقاب الزلازل. وبالمقارنة مع الخيام أو الملاجئ الخشبية المؤقتة، تضمن هذه المنازل أمانًا وخصوصية وكرامة أكبر للعائلات النازحة.
علاوة على ذلك، تتميز منازل الحاويات بمرونتها وقابليتها للتوسع . يمكن استخدام وحدة واحدة كمسكن طارئ لعائلة، بينما يمكن ضم وحدات متعددة لإنشاء مرافق مجتمعية مثل العيادات أو الفصول الدراسية أو مكاتب التنسيق لعمال الإغاثة. بمجرد بدء إعادة الإعمار الدائم، يمكن نقل هذه الوحدات إلى مواقع جديدة أو إعادة توظيفها كمساكن طويلة الأجل أو مخازن أو بنية تحتية مجتمعية، مما يقلل الهدر ويعزز الاستثمار إلى أقصى حد.
مع تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، يتعين على الحكومات والمنظمات الإنسانية إعادة النظر في نهجها تجاه الإسكان الطارئ. لا تُعدّ المنازل الحاوية حلاً شاملاً، لكنها قادرة على سد الفجوة الحرجة بين الأزمة والتعافي، موفرةً الأمان والراحة والاستقرار عند الحاجة الماسة.
تُعدّ مأساة أفغانستان تذكيرًا مُؤثّرًا بأنّ الاستعداد يجب أن يتجاوز عمليات الإنقاذ ليشمل استراتيجيات إسكان سريعة وقابلة للتوسّع . ويُعدّ السكن في حاويات من أكثر الخيارات عمليةً وفعاليةً من حيث التكلفة وإنسانيةً لضمان عدم ترك أيّ أسرةٍ بدون سقفٍ في أعقاب الكارثة.